تقرير خاص حول الهجمات الجوية المؤخرة على مدينة حلب
موت مرتقب، ينهمر من السماء .....
مركز توثيق الانتهاكات في سوريا
آذار/ مارس 2014
حلب: حي طريق الباب، دوار الحلوانية 23-11-2013
تقديم:
"سمعتُ صوت الطيران المروحي يحلّق فوق المدينة فهرعت إلى أعلى المنزل كي أشاهد الطائرة، وبعد ثواني قليلة شاهدت جسمين يشبهان الاسطوانة يسقطان من الطائرة، للوهلة الأولى ظننتُ أنّ جزءاً من الطائرة المروحية "الهليكوبتر" قد سقط منها، وما هي إلا ثواني معدودة أخرى حتى ارتطم الجسمان بالأرض وأحدثا تفجيراً هائلاً وصوتاً قوياً."
بهذه الكلمات يصف الناشط "علاء الفقير" عضو مركز توثيق الانتهاكات في سوريا توثيق سقوط أول برميل متفجر من قبل قوات النظام خلال الثورة السورية، وذلك بتاريخ 18-7-2012 في مدينة داعل بمحافظة درعا الجنوبية، وقد أدى ذلك القصف إلى سقوط أربعة شهداء و تحولهم إلى أشلاء متناثرة وتهدّم منزلين بالكامل نتيجة ذلك القصف.
وفي محافظة حلب 365 كم شمال العاصمة دمشق، فقد وثّق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا أول هجوم بالبراميل المتفجرة في شهر أيلول / سبتمبر 2012 وتحديداً خلال القصف على بلدة حيان الواقعة في ريف حلب الشمالي.
يقول الناشط "عماد السوري" عضو مركز توثيق الانتهاكات في سوريا – من أحياء حلب الشرقية - أنّ النظام السوري كان في الفترة الأولى في قصفه لمدينة حلب يستخدم الصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة "العادية" المحشوة بمادة "ت ن ت" المتفجرة إلى جانب حشوها بالخردة والمسامير وغيرها من أنواع الحديد، وقد بدأ في الفترة الأخيرة بملأ "خزانات المياة المعدنية والحاويات التي يصل وزنها أحياناً إلى حوالي 1000 كغ أي طناً واحداً" بتلك المواد المتفجرة ورميها من خلال الطيران المروحي على الأحياء المدنية، بل أكثر من ذلك فقد استخدم في إحدى الحالات "حاويات القمامة" المعبأة بالأحجار وذلك في السفيرة بريف حلب، وذلك في شهر تشرين الأول / أكتوبر 2013 وكان يرميها بشكل متعمد وعشوائي على أحياء حلب الثائرة وخاصة الشرقية منها، وكانت النسبة الساحقة من الضحايا هم من المواطنيين "المدنيين" بسبب أنّ ذلك القصف كان يستهدف في معظم حالاته التجمعات السكنية والتجمعات البشرية الكبيرة كما حصل مؤخراً في قصف دوار الحيدرية بتاريخ 23-11-2013 حيث كان ذلك الدوار يمثل التجمع الرئيسي لانطلاق "السرافيس" والباصات من مدينة حلب إلى معظم قرى ومدن الريف الشمالي في حلب، وأضاف:
عادة ما تكون الطائرة على ارتفاع عدة كيلومترات مما يصعب على المضادات التابعة للكتائب المقاتلة اسقاطها، فهي – أي المضادات الجوية - لا تستطيع الوصول إلى المدى الذي تبلغه الطائرة المروحية، وذكر عماد: أنّ أغلب الطائرات الروحية بحسب الاخبار تأتي من مطار "حماه العسكري" في قصف مدن وأحياء حلب.
ملخّص:
تعرّضت العديد من الأحياء الشرقية لمدينة حلب وبعض القرى والمدن في الريف الشمالي للمئات من الغارات الجوية الغير مشروعة والتي أسفرت عن العديد من المجازر المروعة بحق المدنيين، فقد خلّفت تلك المجازر المئات من الشهداء وآلاف الجرحى وكانت سبباً مباشراً في نزوح ما لا يقل عن ( 600 ) ألف نسمة وبخاصة من الأحياء الشرقية لمدينة حلب حيث اتجه عشرات الآلاف منهم نحو الريف الحلبي بينما فضّل آلاف آخرون النزوح باتجاه الأراضي التركية وآلاف قليلة من السكان آثروا الذهاب إلى الأحياء الغربية من حلب والتي تخضع لسيطرة قوات النظام وقد أفاد النشطاء بأن النظام اعتقل العديد من الشباب عند محاولتهم النزوح تلك، وتسببت تلك الغارات أيضاً في تضرر ما لا يقل عن ( 1400 ) منزلاً تمّ تدمير أكثر من ( 900 ) منهم بشكل شبه كامل، وقد اشتدت تلك الغارات - التي شنّتها قوات النظام خاصة في منتصف شهر كانون الثاني/ ديسمبر 2013 والأيام التي تلتها، حيث تمّ استهداف عشرات الأحياء السكنية ذو الكثافة السكانية العالية، وتمّ تسجيل هجمات ممنهجة ومنتظمة استهدفت الأحياء المدنية بشكل واضح لا لبس فيه فقتلت مئات المدنيين وسببت خسائر فادحة في ممتلكات السكان وخاصة من ناحية تدمير المنازل والمحلات والمنشآت التجارية.
يغطي هذا التقرير الفترة الواقعة ما بين الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 وحتى نهاية كانون الثاني / يناير 2014 حيث استطاع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا خلال هذه الفترة تسجيل ما لا يقل عن (266)([1]) غارة جوية قام بها سلاح الجو التابع لقوات النظام على أحياء حلب وبعض القرى والبلدات التابعة لها، أسفرت عن سقوط أكثر من ( 1395) شهيداً بينهم فقط ( 14 ) من الكتائب المقاتلة وأكثر من ( 1380 ) مدنياً منهم ( 441 ) طفلاً وطفلة، و ( 178) امرأة.
أمّا ضحايا المجازر التي قامت بها قوات النظام مستخدمة "البراميل المتفجرة أوالحاويات المليئة بالمواد المتفجرة" والتي بلغ عددها ما لا يقل عن ( 64 ) مجزرة - وقعت نسبتها الساحقة في أحياء حلب الشرقية – فقد بلغ أكثر من ( 1200 ) شهيداً منهم ( 366 ) طفلاً وطفلة، و ( 156 ) امرأة ، في أكثر من ( 152 ) هجوماً تمّ استخدام البراميل المتفجرة أو الحاويات فيه، أسقطت طائرات النظام خلال تلك الهجمات أكثر من ( 305 ) براميل منهم أكثر من ( 125 ) برميلاً في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2013 وحده وأكثر من ( 132 ) برميل في شهر كانون الثاني 2014 وهنالك أكثر من أربعة براميل لم تنفجر.
بلغ عدد الشهداء من الكتائب المقاتلة خلال تلك الهجمات جميعها – البراميل المتفجرة - سبع شهداء فقط، أما الباقي فجميعهم من السكان المدنيين ، على أنّ هذه الأرقام غير نهائية وقابلة للزيادة بسبب كثرة أعداد الجرحى والتي وصل عددهم إلى الآلاف، نقل المئات من الحالات الخطرة منها إلى المشافي التركية أو المشافي المتواجدة داخل الأراضي السورية ولكنها قريبة من الشريط الحدودي والتي عادة ما تكون مجهزة أكثر لاستقبال مثل هكذا حالات، بعكس المشافي الميدانية والنقاط الطبية المتواجدة في أحياء حلب الشرقية والتي تفتقر إلى التجهيزات الطبية اللازمة والمعدات في وليس لديها القدرة الاستيعابية لمثل هكذا أعداد ضخمة، وقد استطاع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا وبالتعاون مع سلسلة من النشطاء والأطباء والممرضين معرفة الأرقام التقريبية لعدد الجرحى خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فقد أكدّ جميع من أجرى معهم مركز توثيق الانتهاكات في سوريا اللقاء أنّه في كل يوم تتعرض فيه مدينة حلب لهجمات بالبراميل المتفجرة يتمّ نقل المصابين إلى عشرة أماكن ونقاط طبية، سواء أكانوا مشافي أو مستوصفات أو نقاط طبية، وكل مكان فيهم يستقبل ما لا يقل عن 60 إصابة منها ما لا يقل عن عشرين حالة خطرة، خلال أيام الهجمات، ويستثى من ذلك الإصابات التي ترد إلى المشفى وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، ومن بين تلك المشافي هنالك فقط أربعة مشافي تجري عمليات جراحية، فمصابو الهجمات الجوية بالبراميل المتفجرة قصة مأساة لوحدها، فخلال الأشهر الثلاثة الماضية بلغ عدد المصابين أكثر من 20 ألف مواطن بينهم الآلاف من النساء والأطفال.
صور لبعض الإصابات التي توافدت إلى النقطة الطبية في حي الصاخور 22-12-2013
المنهجية:
اعتمد التقرير في منهجيته على شهادات العديد من شهود العيان والنشطاء الإعلاميين الميدانيين وبعض الناجين وعدد من الأطباء والممرضين الذين قاموا باستقبال المئات من الحالات، بالإضافة إلى تحليل العشرات من مقاطع الفيديو والصور التي تمّ التقاطها من قبل النشطاء الإعلاميين إبان الهجمات التي كانت تستهدف المناطق السكنية، كما اعتمد التقرير في الدرجة الثانية على مئات الأخبار والتقارير الإخبارية الواردة من ضمن مدينة حلب والتي تمّ توثيقها بالصورة أو الخبر وتظهر أو تصف أشكال مختلفة من القتل والدمار الذي عقب كل غارة جوية على المدينة أو مدن وقرى الريف وخاصة الشمالية منها، ويظهر التقرير الأوقات الزمنية التي نفذت فيها الغارات الجوية وطبيعة المناطق من حيث الكثافة السكانية ووجود نقاط عسكرية تابعة لكتائب المعارضة المسلحة في المناطق المستهدفة من عدمها.
طبيعة البراميل أو الحاويات المتفجرة:
قال نائب قائد كتيبة أحفاد حمزة للمهام الخاصة – لوء السلطان محمد الفاتح – المقاتل أحمد الحمّود لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا حول هذه البراميل: أنّهم استطاعوا معرفة عدة أنواع من هذه البراميل وأشكالاً مختلفة لها استخدمتها قوات النظام خلال العمليات العسكرية، وذكر منها:
1- البراميل "النظامية" الروسية الصنع: ويعتقد أنّها من الأنواع التي كان يستخدمها الجيش الروسي في منتصف القرن الماضي، وهي تأتي من روسيا "جاهزة التصنيع" إلى قوات النظام، ويمتلكها جيش النظام منذ عدة عقود، وتتراوح وزنها ما بين 300 إلى 500 كغ وهي معبأة بمادة "ت إن ت" المتفجرة، وهي تمتاز بعدم احتوائها على "برادة الحديد" أو أيّة أجسام حديدية أخرى، ولديها قدرة تدمير عالية ولكن نطاق الجغرافي محدود على عكس الأنواع الأخرى.
2 – براميل متوسطة التدمير: ويعتقد أنّ قوات النظام تقوم بتصنيعها في "معامل الدفاع" المتواجدة بعد مدينة السفيرة وتحديداً في جبل الواحة ويبلغ وزنها ما بين 400 إلى 500 كغ وحتى المروحيات التي تنطلق منها تقوم في الكثير من الأوقات بقصف حلب بتلك البراميل.
3 – براميل شديدة التدمير: وهو من أفتك الأنواع وأخطرها ويبلغ وزنها أكثر من 600 كغ من مادة "ت ن ت" ولها أشكال عديدة بعضها يشبه "خزانات المياه" وبعضها الآخر مثل "صهاريج المياه" وبعضها عبارة عن "مستوعبات كبيرة" وقد صادفنا بعض الحالات التي استخدم النظام فيها "حاويات القمامة" الخضراء وقام برميها على المناطق السكنية.
وأضاف أنّ النوع الأول يتميز بوجود "مروحة" في عقب البرميل مما يجعلها تسقط بشكل أدق على الهدف، على عكس الأنواع الأخرى التي تسقط بشكل عشوائي وغايتها القتل والتدمير فقط، والنوع الأول توقف النظام عن استخدامه منذ عدّة أشهر وجميع الهجمات الأخيرة على مدن وأرياف حلب كانت باستخدام النوعين الثاني والثالث.
* أظهرت العديد من الصور التي تمّ التقاطها من قبل بعض النشطاء شكل بعض البراميل التي سقطت دون أن تنفجر فقد نشرت "قناة حلب الأخبارية" إحدى الصور والتي قالت فيها أنّها لبرميل سقط قرب أحد الحدائق على طريق قاضي عسكر – الميسر بتاريخ 28-11-2013. وأشفع النشطاء تلك الصورة بمقطع فيديو لبرميل آخر – يعتقد أنّه نفسه الذي ظهر في الصورة - يظهر فيه طبيعة المادة المتفجرة في داخل البرميل ونوع البرميل وسماكة الحديد المستعل وغيره من المواصفات الأخرى.
الهجمات العشوائية المتعمدة والتي سقط خلالها المئات من الضحايا المدنيين:
أولاً: خلال شهر تشرين الثاني /نوفمبر 2013:
شهد شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2013 سقوط ( 145 ) شهيداً نتيجة قصف قوات النظام بالبراميل المتفجرة، وجميعهم من السكان المدنيين، بلغ عدد الأطفال ( 46 ) طفلاً وطفلة، وعدد النساء ( 27 ) امرأة.
كان الهجوم الأول بتاريخ 1-11-2013 حيث قامت قوات النظام باستهداف بلدة "تل عرن" التابعة للسفيرة مما أدى إلى تهدم ثلاثة منازل بالكامل وسقوط شهيد واحد، أمّا الهجوم الثاني فقد وقع بتاريخ 14-11-2013 حيث ارتكبت قوات النظام مجرزة في "قرية عبطين" في ريف حلب الجنوبي استشهد على اثرها ( 15 ) مدنياً بينهم تسعة أطفال، كما سقط خلال الهجوم أكثر من ( 25 ) مصاباً، تلى ذلك هجوم ثالث وذلك بتاريخ 17-11-2013 حيث أستهدفت قوات النظام ببرميل متفجر "دوار الجزماتي" أدى إلى سقوط شهيدين وتدمير ما لايقل عن خمسة منازل بالإضافة إلى سقوط عشرة جرحى.
وقع الهجوم الرابع بتاريخ 21-11-2013 حيث قامت قوات النظام بقصف "بلدة صوران" في مدينة اعزاز ببرميل متفجر أدى إلى سقوط ( 6 ) شهداء على الفور، وجاء الهجوم الخامس بتاريخ 23-11-2013 حيث استهدف قرية "تادف" التابعة "لمدينة الباب" سقط خلالها ( 8 ) شهداء ، وأدى القصف يومها إلى تدمير أكثر من خمسة منازل.
مجزرة "دوار الحلوانية"
بتاريخ 23-11-2013 شهدت حي "طريق الباب" مجزرة مروعة ارتكبتها قوات النظام وذلك بالقرب من"دورا الحلوانية" المكتظ بالسكان المدنيين، سقط يومها أكثر من ( 25 ) شهيداً ، منهم أربعة شهداء تم توثيقهم كمجهولي الهوية نتيجة تحولهم إلى أشلاء متناثرة، والمعروف عن المكان الذي استهدفته قوات النظام بأنّه عادة ما يكون مكتظاً بالسكّان منهم بائعون للخضار والعديد من المواد الأخرى بالإضافة إلى أنّ المكان المستهدف يعتبر نقطة تجمع للانطلاق "المكروباص" السرافيس إلى العديد من مناطق ريف حلب الشمالية منها مدينة الباب وتادف وغيرها، وبحسب شهود عيان فقد سقط برميلان؛ الأول على المنطقة القريبة من "دوار الحلوانية" أمّا الثاني فكان يبعد عن المكان الأول مسافة أقل من كيلومتر واحد، وسقط في حي كرم البيك، وهو أيضاً من أحد الشرقية لمدينة حلب.
قال الناشط الإعلامي "جهاد الحلبي" عضو المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة حلب، أنّ الهجوم وقع في منتصف الظهيرة حيث كان المكان مليئاً جداً بالمارة والبائعين والسكان المدنيين، وأضاف:
كنت على بعد حوالي خمسين متراً من مكان سقوط البرميل الأول على دوار الحلوانية، وقد سقط على يسار الدوار، وبعد السقوط بدقائق قليلة ذهبت إلى المكان فوراً، كان هنالك الكثير من الغبار والعديد من المدنيين وهم يحترقون، ورأيت منزلاً قريباً دمّر بشكل كامل، وتضررت واجهات المنازل المجاورة بشكل كبير جداً كان هنالك أكثر من عشرين منزلاً تضررّ بشكل كبير، كان هنالك العشرات من الجثث ما بين قتلى ومصابين وذلك بسبب أنّ المكان كان مليئاً "بالبسطات" فمن المعروف أنّ هنالك أكثر من ( 100 ) بسطة لبائعي الخضار يبيعون في هذا المكان، أضف إلى ذلك أنّ هنالك ما يمكن أن نسميه "كراج لانطلاق" الباصات الصغيرة التي تقوم بنقل المواطنين إلى مدن وأرياف حلب الشمالية. ولم تمرّ عدة دقائق ( حوالي 6 دقائق ) حتى رمت الطائرة نفسها برميلاً آخراً على منطقة قريبة من مكان البرميل الأول فهرعنا إلى المكان الآخر حيث كان هنالك برميل آخر سقط على أحد بيوت المدنيين مما أدى إلى تدميره بشكل كامل وتدمير ثلاث بيوت أخرى مجاورة بشكل شبه كامل، وقد سقط وقتها حوالي سبعة شهداء. نفى الناشط وجود أي أهداف عسكرية قريبة جداً من مكان الانفجارين وقال أنّ الاستهداف كان لتجمعات سكنية مدنية بشكل متعمد. |
- استمرت الهجمات العشوائية المتعمّدة التي تشنها قوات النظام على التجمعات السكانية ذات الكثافة العالية خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، ففي يوم "مجزرة دوار الحلوانية" قامت قوات النظام باستهداف جمعية خيرية في مدينة الباب شمال مدينة حلب مما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن ( 9 ) شهداء والعديد من الجرحى . وكان الهجوم الثامن بتاريخ 25-11-2013 عند استهداف مدينة السفيرة حيث استشهد أربعة مواطنين مدنيين إثر ذلك الهجوم، أمّا الهجوم التاسع والعاشر فقد كانا بتاريخ 28-11-2013 حين ارتكبت قوات النظام مجزرة مروعة أخرى في حي قاضي عسكر ذهب ضحيتها أكثر من ( 15 ) اثنا عشر شهيداً منهم من سكان حي قاضي عسكر نفسه أمّا الشهداء البقية فهم من مناطق مجاورة، وكان من بين الضحايا سيدة مع اثنين من أطفالها وسيدة أخرى استشهدت مع جنينها، وكان هنالك العديد من الأطفال الآخرين أيضاً. وفي نفس التاريخ – يوم الخميس - أيضاً قصفت قوات النظام "دير حافر" في ريف حلب أربع مرات متتالية حيث سقط في تلك الهجمات خمسة شهداء وكان عدد البراميل التي استخدمت في الهجمات الأربعة أربعة براميل متفجرة.
دوار الحلوانية 23-11-2013 بعدسة الناشط "جهاد الحلبي" بعد عدة دقائق فقط من سقوط البرميل المتفجر.
مجزرة "مدينة الباب"
آخر الهجمات في شهر تشرين الثاني بالبراميل المتفجرة كانت بتاريخ 30-11-2013 حيث ارتكبت قوات النظام مجرزتين مروعتين في مدينة الباب التي تعدّ أكبر وأهم مدن محافظة حلب وتبعد عن مركز محافظة حلب ( 38 ) كيلومتراً ، فقد قام الطيران الحربي يإلقاء "حاوية متفجرة" في منتصف ذلك اليوم على أحدى الاسواق التجارية في المدينة وبعد عدة ساعات أخرى قام بإلقاء "حاوية متفجرة" أخرى على أحد الأحياء الشمالية الفقيرة في المدينة، وقد قام مركز توثيق الانتهاكات في سوريا يومها بتوثيق ( 30 ) شهيداً، بينهم ثمانية نساء، وثلاثة أطفال.
قال الناشط الإعلامي "مراون.أ" 22 عاماً، أحد أعضاء تنسيقية مدينة الباب وضواحيها لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا أنّ هجمات النظام تزايدت في الفترة الأخيرة خاصة بعد سيطرة قوات النظام على اللواء ( 80 ) والذي كان تحت سيطرة الكتائب المقاتلة وتحديداً "لواء التوحيد" وأدت تلك الهجمات إلى نزوح عشرات الآلاف من النازحين إلى تركيا أو إلى القرى المجاورة وبالأصل فهنالك الآلاف من النازحين من مناطق ومحافظات أخرى منها محافظة حمص، وكان عدد السكان تقريباً يبلغ أكثر من ( 200 ) ألف نسمة قبل موجة النزوح الأخيرة من المدينة من أصل أكثر من ( 300 ) ألف نسمة وهو عدد السكان ما قبل العام 2011 أي قبل بداية الثورة السورية.
أمّا بخصوص المجزرتين التي قامت بهما قوات النظام فقد أفاد الناشط مروان بالتالي:
في حوالي الساعة 12:30 ظهراً وبينما كنت أقوم بتصوير بعض الأماكن في مدينة الباب قامت طائرة مروحية بالقاء "حاوية متفجرة" - وهو عبارة عن مستوعب كبير مليء بمواد متفجرة وهو غير البرميل المتفجرة – بالقرب من مبنى البلدية في المدينة والذي يجاوره سوق تجاري شعبي وسقط البرميل في وسط شارع عام مكتظ جداً بالسكان، وعند ذهابي إلى مكان الحادث وجدت العشرات من الجثث والأشلاء المتفحمة وكان عدد الشهداء أكثر من عشرين شهيداً وأكثر من ثلاثين جريحاً وقد تسبب ذلك لاحقاً بمصاعب كثيرة للمشافي والنقاط الطبية. أمّا الهجوم الثاني فقد وقع في حوالي الساعة 3:30 عصراً بالقرب من مكتبنا الإعلامي ولشدة الانفجار وهوله ظننا أنّه سقط فوق مكتبنا مباشرة، وبعد سماعنا للصوت هرعنا إلى خارج المكتب فإذا ببرميل متفجر قد سقط بالقرب منّا في وسط الأحياء السكنية "الفقيرة" والتي تقع شمال المدينة. حيث جاء على مساحة 500 متر ودمّر أكثر من 5 بيوت بشكل كامل والحق الضرر بعشرات المنازل الأخرى المجاورة، وقد سقط خلاله أكثر من عشرة شهداء وأكثر من عشرين جريحاً منهم العديد من "آل سكر" حيث أنّه البرميل سقط على أحد منازلهم. وأضاف مروان لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا أنّ الهدفان اللذان تمّ استهدافهما كانا مدنيين بشكل كامل ولم يكون يوجد أي تواجد لأي من الكتائب المقاتلة أو العسكرية بالقرب من الهدفين فجميع الشهداء كانوا من المدنيين فقط. |
مدينة الباب 30-11-201
في اليوم التالي تحديداً 1-12-2013 تكرر سقوط البراميل المتفجرة على مدينة الباب وارتكبت قوات النظام مجزرة أخرى بحق المدنيين في المدينة وأيضاً في سوق تجارية مكتظة بالسكان المدنيين استطاع مركز توثيق الانتهاكات على إثرها توثيق ( 31 ) شهيداً بينهم أحد المقاتلين أمّا الثلاثون البقية فجميعهم من السكان المدنيين، منهم سبعة أطفال، وامرأتان، وبلغ عدد المصابين أكثر من ( 55 ) جريحاً.
قال الناشط الإعلامي "مروان، أ – 22 عاماً" لمركز توثيق الانتهاكات حول هذه المجزرة والتي حصلت في ساعات الإزدحام الشديد:
كانت الطائرة مرتفعة عد كيلومترات وكان صوتها واضحاً وترى بالعين المجردة، وكانت الساعة حوالي الثانية عشر ظهراً أو أقل قليلاً، حيث كانت الأسواق تشهد ازدحامات كثيرة، حيث سقط البرميل على سوق تجاري "قديم" يحتوي على دكاكين البيع بالجملة وسوق للساعات والعديد من المحلات الأخرى التي تبيع مواد غذائية مثل الرز والعدس والسكر وغيرها... عند ذهابنا إلى مكان الحادث رأينا النار مشتعلة في العديد من المحلات التي كانت قد تهدّمت فوق رؤس أصحابها وهي بالأساس سوق قديمة وبنائها قديم وقابل للتدمير بحجم أكبر من البيوت الجديدة، وقد أدى القصف أيضاً إلى تدمير مسجد قريب وفرن "كحاط – قحاط" وأيضاً عندما جاءت "الرافعات" لتقوم بإزالة الدمار حدثت مشكلة أخرى بسبب ضيق شوارع السوق، وأثناءوصولنا إلى المكان بعد عدة دقائق كنّا نسمع أصوات بعض المدنيين من تحت الأنقاض وهم ينادون بأنهم عالقون ويطلبون النجدة ... طبعاً كان هنالك العديد من الجثث المتفحمة والعشرات من الجرحى الذين تناثروا في المكان. |
مدينة الباب 1-12-2013
ثانياً: خلال شهر كانون الأول / ديسمبر 2013:
كان شهر كانون الأول/ ديسمبر الأكثر دموية والأكثر من ناحية عدد الشهداء ومجازر البراميل المتفجرة على حلب على الإطلاق، فقد استطاع مركز توثيق الانتهاكات توثيق أكثر من ( 631 ) شهيداً منهم فقط أربعة شهداء من الكتائب المقاتلة أمّا باقي الشهداء فجميعهم من المدنيين، من ضمنهم ( 138 ) طفلاً و ( 59 ) طفلة و ( 63 ) امرأة، في سلسلة هجمات بالبراميل المتفجرة أدت إلى العديد من المجازر والآلاف من الجرحى والمصابين، كانت أعنفها على الإطلاق المجازر التي وقعت في الايام 15 و 16 و 17 من كانون الأول / ديسمبر حيث انهمرت عشرات البراميل المتفجرة العشوائية المتعمدة على العشرات من أحياء حلب الشرقية وأدت إلى ما أدت إليه من دمار هائل وخراب في الممتلكات والأرواح.
بدأت مجازر وهجمات هذا الشهر – كما ذكرنا آنفاً – من مدينة الباب في الريف الشمالي في حلب ولقد آثرنا الحديث عنها مباشرة بعد المجزرة الأولى التي تعرضت لها المدينة بتاريخ 30-11-2013 إلاّ أنّه ومن ناحية الأرقام فقد تمت إضافة شهداء تلك المجزرة إلى حصيلة شهر كانون الأول، تلاه بتاريخ 6-12-2013 مجرزة بحق عائلة كاملة – آل العلوش - في قرية العويجة راح ضحيتها سبعة شهداء، ومجزرة أخرى في اليوم نفسه في مدينة بزاعة في ريف حلب – وهي تقع بالقرب من مدينة الباب - أدت إلى سقوط أكثر من ( 20 ) شهيداً، حيث تعرضت المدينة لأربع غارات جوية كان اثنان منهما بالحاويات المتفجرة - في توقيت صلاة الجمعة - ليسوي أكثر من عشرة منازل على الأرض ويسقط العشرات من الجرحى والمصابين أيضاً.
في هجوم آخر بتاريخ 7-12-2013 قام الطيران الحربي بإلقاء برميل متفجر على "قرية الوضيحي" في ريف حلب سقط على إثره خمسة مدنيين، وسقط برميل آخر في اليوم التالي 8-12-2013 بالقرب من دوار "الحاووظ" على الطريق الذي يربط ما بين الدوار "وباب النيرب" سقط على إثره أكثر من ( 10 ) مدنياً، نتيجة سقوط برميل متفجر.
شهد يوم 14-12-2013 العديد من الهجمات والغارات الجوية بالبراميل المتفجرة، فقد نفذ الطيران الحربي عدة غارات أسقط من خلالها أكثر من خمسة براميل متفجرة خلال ذلك اليوم على أحياء: الأشرفية وكرم الميسر ومساكن هنانو والاتستراد الواصل بين حي الصاخور وحي الحيدرية والمناطق المتداخلة في أحياء حلب الشرقية، وقد أدت تلك الهجمات إلى سقوط أكثر من ( 15 ) شهيداً جميعهم من المواطنين المدنيين، إضافة إلى عشرات الجرحى وتدمير هائل في الممتلكات المدنية.
مجازر منتصف شهر كانون الأول 2013
شهدت الأيام 15 و 16 و17 من شهر كانون الأول أفظع المجازر وأكثرها دموية في تاريخ مدينة حلب منذ بداية الثورة، فقد نفذ الطيران الحربي العشرات من الطلعات الجوية وأسقط خلالها أكثر من مئة برميل على العديد من أحياء حلب الشرقية وسقط خلال الأيام الثلاث أكثر من ( 190 ) شهيداً في أكثر من ( 24 ) مجزرة ارتكبتها قوات النظام ضد السكان المدنيين.
1 – يوم الأحد 15-12-2013:
شهد يوم الأحد سقوط أكثر من خمسة عشرة برميلاً متفجراً أدت إلى وقوع "تسع مجازر" بحق السكان المدنيين في أحياء: الأرض الحمرا والصالحين والمرجة والأنصاري والشعار وحي طريق الباب والصاخور والفردوس ومنطقة دوار الحيدرية ، استطاع مركز توثيق الانتهاكات توثيق أسماء ( 100 ) شهيداً منهم ( 99 ) مدنياً قتلوا في تلك الغارات من بينهم ( 26 طفلاً ) و ( 8 ) طفلة و ( 10 ) نساء.
قال الناشط الإعلامي "فادي" أحد أعضاء مركز حلب الإعلامي، وأحد سكان منطقة "الأرض الحمرا" لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا بأنّه تمّ استهداف الحي بعدة براميل متفجرة ومن المعروف عن هذا الحي بأنّه من أحياء حلب الفقيرة ويتميز ببنية تحتية هشة وسيئة ومعظم المنازل تمّ بناؤها بطريقة بدائية جداً ولا تحتوي على أي متانة وقد أدى القصف يومها إلى انهيار وتدمير أكثر من عشرة منازل بشكل كامل وتضرر العديد من البيوت الأخرى بسبب تلاصقها وتجاورها، وأضاف أيضاً:
"كان هنالك العديد من الشهداء ممن لم نستطع إخراجهم من تحت الأنقاض وبلغ عدد الجرحى أكثر من خمسين جريحاً..... كان الوضع مزرياً ومأساوياً لأبعد الحدود ......"
أكدّ المواطن "أبو علي" وهو شاهد عيان من سكان "حي المرجة أنّ عدد البراميل التي سقطت على الحي بلغ "تسع براميل" وقد رأيتهم بأمّ عيني حيث قام بتعدادهم واحداً تلو الآخر، وأضاف:
"بدأ القصف علينا في حوالي الساعة الحادية عشر و45 دقيقة، صباحاً واستمر إلى حوالي الساعة الثالثة والنصف ظهراً، سقطت البراميل الأولى بالقرب من العديد من المكاتب الإعلامية وبرميل آخر في حديقة الحي وبراميل أخرى بالقرب من "مخفر الحي" وقد أحصينا يومها تدمير أكثر من ثلاثين منزلاً وبقي العشرات من الشهداء تحت الأنقاض ولم نستطع سحبهم، بينما كان الجرحى بالعشرات وكانت المستشفيات والنقاط الطبية مليئة بالمصابين وكانت هنالك فوضى عارمة......"
الصاخور 15-12-2013
2 – يوم الاثنين 16-12-2013:
في هذا اليوم قامت قوات النظام بتنفيذ أكثر من سبع هجمات في أحياء: الإنذارات وضهرة عوادة وقاضي عسكر والقاطرجي والشعار وسيف الدولة، أسقطت طائرات النظام خلالها أكثر من تسع براميل محمّلة بالمواد المتفجرة أسفرت عن وقوع عدة مجازر، كان أكبرها مجزرة "حي الإنذارات" التابع لمنطقة "مساكن هنانو" حيث سقطت إحدى البراميل على سور إحدى المدارس وهي "مدرسة طيبة" وأدى إلى مقتل ( 15 ) مدنياً بينهم خمسة أطفال ومدرّسين اثنين، قال أحد أهالي الحي وهو أحد شهود العيان على المجرزة ويدعى "محمود الحجي صالح" لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا حول تلك المجزرة:
"في حوالي الساعة العاشرة صباحاً قصف الطيران الحربي "مدرسة طيبة" للتعليم الابتدائي وقد جاءت الضربة على سور المدرسة حيث تهدّم جزء كبير منه وسقط آنذاك أكثر من عشرة شهداء منهم العديد من الطلاب، وقد تضررت المنازل المحيطة بالمدرسة بشكل كبير منهم منزلي الذي دخلت الشظايا إلى داخل المنزل وأصابت إحداها زوجتي وأدى ذلك أيضاً إلى تدمير واجة منزلنا."
وقد تطابقت رواية الشاهد الأول مع رواية أخرى وردت إلى مركز توثيق الانتهاكات في سوريا من شاهد عيان آخر يدعى "أبو عقبة الحلبي" والذي قال:
""في يوم الاثنين وفي حوالي الساعة العاشرة صباحاً وأثناء الدوام المدرسي قام الطيران الحربي بقصف المدرسة بواسطة برميل متفجر وقع في باحة المدرسة بالقرب من أحد أسوارها، وقد أدى ذلك إلى تهدم سور المدرسة واستشهاد العديد من الطلاب والمدرسيّن إضافة إلى سقوط جرحى من الطلبة وبعض المدنيين الذين تواجدوا أثناء القصف".
3 – يوم الثلاثاء 17-12-2013 :
يعتبر هذا اليوم من أكثر الأيام دموية من حيث عدد الضحايا وعدد المجارز وعدد البراميل التي سقطت على أحياء حلب، فقد استطاع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا من توثيق أكثر من ( 105 ) شهيداً في ذلك اليوم في مناطق حلب المختلفة نتيجة سقوط أكثر من ( 11 ) برميل متفجر وحدوث أكثر من عشر مجازر متفرقة ودمار العشرات من المنازل وإصابة المئات من السكان المدنيين، وجميعهم من المدنيين منهم ( 28 ) طفلاً و ( 6 ) أنثى طفلة، إضافة إلى توثيق خمسة نساء.
استهدفت البراميل المتفجرة أكثر من عشرة أحياء متفرقة منها: حي المشهد وحي الشعار وحي كرم الجزماتي والأحياء القريبة من دورا الحلوانية وحي الزبدية ومدينة الباب في ريف حلب وحي ضهرة عوادة وحي طريق الباب وحي المعادي.
كانت مجزرة حي الشعار واحدة من أكبر مجازر ذلك اليوم فقد سقط أحد البراميل المتفجرة على بناء مؤلف من ستة طوابق سوي على الأرض بشكل كامل، وخلّف أضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات والمنازل والمحلات التجاورية المجاورة له، استطاع مركز توثيق الانتهاكات توثيق أكثر من سبعة وعشرين شهيداً والعشرات من الجرحى.
قال الناشط الإعلامي "جهاد الحلبي" لمركز توثيق الانتهاكات والذي ذهب إلى مكان سقوط البرميل عقب الهجوم مباشرة:
"تتميز المنطقة التي سقط فوقها البرميل بكثافة سكانية عالية، وكان توقيت إسقاط البرميل متعمداً فقد ألقت به قوات النظام ما بين الساعة 8:45 صباحاً وبين الساعة 9:00 حيث الازدحام المروري والسكان على أشدّه، عندما سقط البرميل ذهبت بعد حوالي ربع ساعة إلى المكان فكان هنالك بناء كامل في زاوية أحد الشوارع وقد سقط على الأرض تماماً وهو يقع بجانب أحد معاهد "الدورات الخاصة" ويقع بالقرب من أحد الأفران وهو فرن "أبو رقبة" ولحسن الحظ أنّ المعهد كان شبه خالي من الطلاب لولا ذلك لشهد الحي مجزرة مروعة أكثر من المجزرة التي وقعت، كانت أعداد الشهداء والمصابين بالعشرات نتيجة وجود سوق لبيع الفواكه بالقرب من البناء، وأيضاً وجود مركز تجمع "للسرافيس" المكروباص، والتي تتجه إلى عدة مناطق أخرى منها المساكن وغيرها، وهذه المنطقة المستهدفة هي نقطة إجبارية لمرور "السرافيس" التي تودّ التوجه إلى المنطقة الغربية من حلب، وهذا كان سبباً مباشراً لهذه الأعداد المرتفعة من الشهداء والمصابين". ونفى الناشط أن يكون هنالك أي مقر أو تجمع لأي كتيبة عسكرية مقاتلة قريبة من المكان وقال:
"منذ حوالي خمسة أشهر كانت هنالك نقطة عسكرية تابعة لإحدى الكتائب وكان فيها ثلاثة عناصر عسكرية غادور المكان منذ عدة أشهر، والمكان المستهدف هو هدف مدني صرف ولم يتواجد هنالك أي مظهر مسلح".
حي الشعار 17-12-2013
حي المعادي 17-12-2013
- ( 15 ) شهيداً نتيجة القصف الجوي بالبراميل المتفجرة على عدة أحياء في مدينة حلب منها حي السكري وحي طريق الباب كما شهدت مدن أخرى في الريف الحلبي هجمات مماثلة مثل مدينة الباب.
* قالت إحدى الممرضات – والتي رفضت الكشف عن اسمها لدواع أمنية – لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا في ذلك التاريخ أنّ النقطة الطبية التي كانت تتواجد فيها استقبلت في ذلك اليوم أكثر من عشرة حالات جديدة معظمها حالات بتر، وأضافت:
"في الأساس كان هنالك حوالي ثمانين مصاباً من الأيام السابقة حوالي 75 % منهم من النساء والأطفال، وجميع الإصابات التي وردتنا في يوم 20-12-2013 كانت بليغة فقمنا بتحويلهم إلى المشافي التركية على الفور".
* مجازر يوم الأحد 22-12-2013 "مساكن هنانو والصاخور":
استيقظ أهالي حلب في ذلك اليوم على أصوات انفجارات جديدة وسقوط العديد من براميل الموت أيضاً، فقد قام الطيران الحربي بإلقاء أربعة براميل متفجرة على منطقة اتستراد حي مساكن هنانو – الصاخور ومنطقة الأحمدية في حي مساكن هنانو بالقرب من سوق الجمعة مما أسفر عن سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح وتصادف مرور باص نقل ركاب كبير " بولمان" في المكان وقتل معظم من كان في داخله من الركاب، وبعد عدة دقائق قام الطيران المروحي - يُعتقد بأنّها الطائرة نفسها - بإلقاء أربعة براميل متفجرة على حي الصاخور مما أدى إلى سقوط مجزرة أخرى بحث المدنيين ودمار هائل في المنازل وممتلكات المدنيين.
وثّق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا في ذلك اليوم أكثر من ( 95 ) شهيداً سقط معظهم في حي مساكن هنانو – منطقة الأحمدية، بينما سقط عدد آخر في حي الصاخور، وسقط العشرات من الجرحى والمصابين إضافة إلى تدمير أكثر من عشرة منازل في منطقة الأحمدية وحدها والعديد من المنازل الأخرى في حي الصاخور.
جميع من تمّ توثيقهم من القتلى هم من المدنيين بينهم ( 9 ) أطفال و ( 4 ) إناث أطفال، إضافة إلى عشرة نساء.
قال أحد الأطباء ويدعى الطبيب "ضياء العبد الله" لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا أنّ النقطة الطبية التي كان يتواجد فيها استقبلت العديد من الحالات في ذلك اليوم كان من بينهم أربعة أطفال وخمسة نساء وهؤلاء كانوا من حي الصاخور واستقبلنا عدة حالات أخرى من منطقة الأحمدية بينهم طفلان، وكان هنالك – في النقطة الطبية – ضعف شديد في الإمكانيات والكوادر الطبية، وقد استقبلت النقاط الطبية الأخرى المئات من الحالات المشابهة.
وفي هذا السياق أيضاً أكدّ الناشطالإعلامي "جهاد الحلبي" عضو المكتب المحلي للمجلس المحلي لمدينة حلب وأحد من يرافق عادة عناصر الدفاع المدني في حالات المجازر أنّ حي مسكن هنانو بالإضافة لسقوط برميل متفجر عليه فقد سبق ذلك قصف بصاروخ فراغي وأضاف حول الهجومين:
"قام الطيران الحربي صباحاً بقصف حي مساكن هنانو بصاروخفراغي وأعقب ذلك برميل متفجر سقط بالقرب من "سوق الجمعة" وكان ذلك في حوالي الساعة 12:30 ظهراً وكان هنالك تجمع مدني كبير حيث أدى ذلك الهجوم إلى سقوط العشرات من الجرحى والمصابين وبلغ عدد الشهداء أكثر من أربعين شهيداً وتصادف وجود "باص بولمان في المكان وكان في داخله حوالي 15 راكباً قتل معظمهم على الفور، هذا بالنسبة لحي مساكن هنانو أمّا في حي الصاخور ففي حوالي الساعة 12:35 من منتصف ذلك اليوم أو يزيد بعدة دقائق قامت الطائرة نفسها التي قامت بقصف حي هنانو برمي أربعة براميل متفجرة على حي الصاخور من جهة اتستراد هنانو وبرميل آخر على جهة المساكن االقريبة من الأرض الحمرا استشهد أيضاً أكثر من عشرة شهداء، وقد ذهبت إلى المكانين بنفسي ورأيت - بأمّ عيني - الأضرار"
حي مساكن هنانو – منطقة الأحمدية، آثار سقوط أحد براميل الموت 22-12-2013
مستوصف حي الصاخور 22-12-2013
مجزرة حي المرجة – يوم الاثنين 23-12-2013
"أصبح الشارع في وكأننا في ظلام دامس، وأصبحت المنازل و"المباني" تتساقط علينا، كان هنالك صوت بعيد لطفلة صغيرة تنادي بأعلى صوتها "نحن هون طالعونا من هون" وبالفعل فقد توجهنا إلى ذلك المكان وقمنا بإخراجها مع من معها، البرميل سقط على "سوق الشمع" كان هنالك أكثر من خمسين شخصاً ما بين مصاب وشهيد وكانت نسبتهم الساحقة من الأطفال ...."شهادة أحد الناجين من مجزرة حي المرجة وقد أدلى بها لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
وثق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا يومها أكثر من ( 75 ) شهيداً، بينهم ( 21 ) طفلاً، و ( 10 ) إناث أطفال، وثمان نسوة، في المجزرة "ما قبل قبل الأخيرة" من العام 2013 في مدينة حلب والتي استخدمت فيها البراميل على حي المرجة ولم تكن الأولى والأخيرة في ذلك اليوم فق سقط برميل في منطقة "الحرابلة" وبرميل ثالث بالقرب من منزل يعود "لآل الواوي".
مجزرة حي السكري الثلاثاء 24-12-2013
كانت مجزرة حي السكري المجزرة "ما قبل الأخيرة" في سلسلة المجازر التي ارتكبتها قوات النظام أثناء قصف بالبراميل المتفجرة أحياء ومدن حلب وخاصة الشرقية منها، فقد استطاع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا توثيق ( 45 ) شهيداً في ذلك اليوم نتيجة سلسلة من الغارات الجوية فذ ذلك اليوم في عدة أماكن من الحي منها المنطقة القريبة من "جامع أويس" و"جامع الإخلاص" و"شارع الوكالات" و"شارع الألبسة" وقد أفاد شهود عيان بأنّ أحد الهجمات وقعت بالقرب من إحدى سوق الخضار وقدّر النشطاء عدد المجرحى والمصابين بالعشرات إضافة إلى تدمير بالبنى التحتية ومنازل المدنيين.
مجارز يوم 28-12-2013
* حي طريق الباب وحي كرم الميسر:
كانت المجزرتان اللتان وقعتا في حي طريق الباب وحي كرم الميسر بتاريخ 28-12-2013 هما آخر المجازر المرتكبة بسلاح البراميل المتفجرة، وذلك بالرغم من أنّهما لم تكونا المجزرة الأخيرة فقد استهدفت قوات النظام بتاريخ 31-12-2013 باصاً مدنياً بقذائف الهاون بالقرب من دوار الحلوانية في حي مساكن هنانو وأدى إلى جميع من في داخله وعدد ممن المارة وقد بلغت الحصيلة النهائية للشهداء ذلك الهجوم ( 30 ) شهيداً.
بالعودة إلى مجزرة حي طريق الباب الذي تم استهدافه ببرميل متفجر من قبل الطيران الحربي للنظام فقد استطاع المركز توثيق ( 20 ) شهيداً في تلك المجزرة، بينهم أربعة أطفال.
أمّا مجزرة حي كرم الميسر في نفس اليوم فقد استطاع المركز توثيق ( 17 ) شهيداً، نتيجة سقوط أحد البراميل من القرب من أحد الجوامع ويدعى "جامع الراشدين".
قال أحد شهود العيان لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا وهو المواطن ( عماد المصري ) واصفاً اللحظات الأولى التي تلت مجزرة حي طريق الباب:
"في حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً وبينما كنت في منزلي سمعت صوت يشبه صوت الصاروخ ينزل من السماء، وماهي إلا لحظات قليلة حتى حدث انفجار كبير جداً بالقرب من منزلي، وخرجت على الفور لأرى ماذا حدث، حيث كانت السيارات والأهالي يركضون باتجاه سوق للخضرة والذي عادة ما يكون مزدحماً جداً في تلك الأثناء، وذهب على الفور إلى مكان الحادث حيث كان البرميل قد سقط من جهة الحلوانية من الطرف الغربي لسوق الخضرة.
عند وصولي إلى مكان الحادث شاهدت عشرات الأشلاء المتناثرة في المكان وكان هنالك أكثر من 15 جثة لأناس قد قضوا نتيجة البرميل، وكان هنالك البعض الآخر وقد فقدوا أطرافهم، ووجدت أحد الجثث التي كان صاحبها قد فقد رأسه، وبسبب عدم توافر سيارات الإسعاف كانت الناس تقوم باسعاف المصابين عن طريق سيارات "السوزوكي" الصغيرة، وكان هنالك العديد من السيارات المحترقة بشكل كامل والعديد من الأبنية المتضررة، من بينهم مشفى للتوليد اسمه "مشفى عبير صاصيلا"، وقد علمت لاحقاً أنّه كان من ضمن الشهداء الناشط أحمد الحجي.
ثالثاً: المجازر التي وقعت خلال شهر كانون الثاني / يناير 2014
مجازر وتهجير لسكان حلب....
نزوح مئات الآلاف من حلب الشرقية ....
كان شهر كانون الثاني – يناير 2014 واحداً من بين أسوأ الأشهر التي مرت على مدينة حلب، ليس من حيث عدد المجازر فقط والتي بلغت أكثر من ( 17 ) مجزرة استخدم فيها النظام البراميل المتفجرة حيث راح ضحية تلك المجازر ما لا يقل عن ( 424 ) مدنياً منهم ( 85 ) طفلاً و ( 38 ) طفلة، و ( 66 ) امرأة، ألقت فيها قوات النظام أكثر من ( 140 ) برميلاً خلال تلك الهجمات، كما أدى ذلك القصف إلى تدمير ما لا يقل عن ( 670 ) منزل بشكل شبه كامل ونزوح عشرات الآلاف من مختلف مناطق حلب الشرقية، وقد قدّر العديد من النشطاء أعداد النازحين خلا الأشهر الثلاثة الماضية؛ شهر تشرين الثاني وكانون الأول وكانون الثاني بأكثر من ( 350 ) ألف نمسة، كانت النسبة الساحقة منهم خلال شهر كانون الثاني – يناير 2014، حيث قال الناشط عماد السوري لمركز توثيق الانتهاكات أنّ حي الشعار وحده شهد نزوح أكثر من ( 22 ) ألف عائلة، أمّا النسبة الساحقة من النازحين فكانت من حي مساكن هنانو، حيث شهد هذا الحي موجة نزوح غير مسبوقة، وبحسب الناشط نفسه فقد نزح أكثر من ( 200 ) ألف نسمة من حي مساكن هنانو وحده، وقال الناشط الإعلامي أبو المجد، وهو أحد النشطاء الميدانيين المتواجدين في حي كرم الميسر أنّ ما لا يقل عن ( 60 ) ألف نسمة من سكان هذا الحي قد نزحو عنه، اتجهت النسبة الساحقة منهم إلى الريف الحلبي.
الهجمات الجوية خلال شهر كانون الثاني:
شهد اليوم الأول من شهر كانون الثاني -يناير 2014 المجزرة الأولى من حصيلة المجازر التي وقعت خلال هذا الشهر، وسقط في ذلك اليوم ( 30 ) شهيداً في العديد من أحياء حلب، وعلى رأسها حي السكري، الذي شهد لوحده سقوط ( 20 ) مدنياً في مجزرة مروعة قامت بها قوات النظام مستخدمة فيه البراميل المتفجرة، وسقط أحد البراميل على حي مساكن هنانو، كما سقط برميل آخر على حي الشخ نجار سقط على إثره خمسة مدنيين، وبرميل آخر على قرية كفر صغير أدى إلى سقوط ثلاثة مدنيين وبرميل على قرية دير جمال أسفر عن مقتل شخص واحد.
وفي يوم 2-1-2014 سقط برميل على حي الصاخور ولم يسفر عن سقوط أي شهداء، وكانت المجزرة الثانية بتاريخ 6-1-2014 وتحديداً في بلدة بزاعة في ريف حلب، حيث سقط برميل متفجر بالقرب من أحد المدارس وأسفر عن سقوط ( 17 ) مدنياً، وكان مجموع عدد البراميل التي سقطت على البلدة قد بلغ ستة براميل مع نهاية ذلك اليوم، حيث قال أحد شهود العيان ويدعى محمد وهو من سكان البلدة وكان شاهداً على القصف في ذلك اليوم، أنّ البراميل الأولى بدأت بالسقوط على البلدة بعد أقل من ربع ساعة على بدء اشتباكات ما بين عناصر ما تسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وكتائب من الجيش السوري الحر، وأضاف محمد:
وسقط البرميلين الثالث والرابع بالقرب من الجامع الكبير في وسط البلدة وتحديداً على منزل آل الأخرس، حيث أدى إلى سقوط العديد من الشهداء وتدمير منزلهم بشكل كامل، أمّا البرميلين الخامس والسادس فقد سقطا بالقرب من فرن "بيت حسون" وأدى إلى تدمير عدة أبنية، وعدا عن عدد الشهداء فقد بلغ عدد المصابين بالعشرات نقلت العديد من الحالات الحرجة منها إلى الأراضي التركية."
الشعار – كانون الأول 2013
شهد اليوم السابع من شهر كانون الثاني قصفاً مستمراً من قبل قوات النظام بالبراميل المتفجرة، وخاصة عل منطقة الشيخ نجار، وتحديداً على المنطقة الصناعية، حيث قام سلاح الجو التابع لقوات النظام بشنّ غارة جوية أسفرت عن سقوطما لا يقل عن عشر شهداء كان من ضمنهم عائلة كاملة مؤلفة من الأب والأم وألادهم الأربعة وكانوا قد نزحوا من حي مساكن هنانو لتلاحقهم البراميل المتفجرة إلى حي النجار، وهم من آل الخضر.
وفي اليوم نفسه أغارت طائرة حربية أخرى على حي الصالحين وارتكبت قوام النظام يومها كجزرة مروعة أخرى أدت إلى سقوط سبعة شهداء، ليرتفع العدد الإجمالي للشهداء إلى ذلك اليوم إلى ( 17 ) شهيداً.
- مجزرة مدينة الباب 12-1-2014:
"أثناء الإشتباكات ما بين عناصر ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش – وكتائب الجيش السوري الحر، وتحديداً في حوالي الساعة السابعة صباحاً، قامت طائرة بالقاء برميل على سوق مكتظة بالسكان في وسط مدينة الباب، وتحديداً على "سوق النوفوتيه" حيث خلف دماراً كبيراً، وأسفر على الفور على دمار مبنى بشكل كامل، وسقوط العشرات ما بين قتيل ومصاب، أمّا البرميل الثاني فقد سقط في حارة "المصاري" وكان مكان سقوطه قريباً جداً من خط الاشتباكات ما بين تنظيم داعش وكتائب الجيش الحر، إلاّ أنّ جميع من سقطوا خلال تلك الهجمات كانو من السكان المدنيين، وقد هرعنا إلى مكان الحادث وكانت الجثث متناثرة في المكان وكان هنالك طفل قد بترت أعضائه وكان عدد المصابين والشهداء يقارب الخمسين، وكانت محاولات إسعاف المصابين مأساوية جداً وصعبة بسبب عدم توفر أي وسائل للمساعدة، حيث كان الأهالي يحاولون إخراج الناس من تحت الأنقاض بأيديهم ولم تستطع سيارات الإسعاف من القدوم في الوقت نفسه بسبب خوفهم من حوادث الخطف التي يقوم بها تنظيم داعش."
شهادة الناشط مروان، أ ، لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا
استطاع مركز توثيق الانتهاكات في ذلك اليوم توثيق ( 29 ) شهيداً نتيجة تلك الغارات، بينهم خمسة أطفال و وطفلتين و أحد عشر امرأة.
* أعنف هجمات شهر كانون الثاني:
شهدت مدينة حلب أعنف الهجمات خلال شهر كانون الثاني في يومي 18 و 19 فقد سقط أكثر من( 130 ) مواطناً خلال هذين اليومين، حيث أمطرت قوات النظام بوابل من البراميل المتفجرة العديد من المناطق مما أدى إلى حدوث العديد من المجازر وسقوط المئات من المدنيين ما بين قتيل وجريح، ففي يوم 18-1-2014 سقط أكثر من( 70 ) مدنياً نتيجة قصف قوات النظام بالبراميل المتفجرة مناطق وأحياء متفرقة معظمهم في حلب المدينة، فقد سقطت البراميل على حي الصاخور وحي مساكن هنانو وحي كرم الميسر بالقرب من مسجد عفر ، وحي طريق الباب بالقرب من مدرسة الكفاح ومنطقة الجورة في حي طريق الباب، إضافة إلى باب النيرب و كرم النحاس ومدينة الباب في الريف الحلبي ومنطقة المرجة والمنطقة القريبة من دوار الحاووظ في حي قاضي عسكر والعديد من المناطق الأخرى، وقد بلغت عدد البراميل المتفجرة في ذلك اليوم 15 برميلاً.
أمّا في اليوم التاسع عشر من شهر كانون الثاني فقد استمرت عمليات القصف التي استهدقت المنازل والمدنيين وأسفرت أيضاً عن وقع العديد من المجازر وقد أدت في مجملها إلى سقوط أكثر من ستين مدنياً توزعوا على أحياء كرم الميسر الذي سقط فيه العدد الأكبر من الضحايا، فقد شهد هذا الحي لوحده سقوط خمسة براميل في ذلك اليوم، بالإضافة إلى الطريق الواصل ما بين حي الأنصاري الشرقي وحي الزبدية، وحي الأنصاري الشرقي نفسه، وحي المرجة وحي كرم الطراب والأرض الحمرا وحي مساكن هنانو ومنطقة المناشر في الشيخ نجار وقرية بنان الحص في الريف الجنوبي وقرية بردة في الريف الجنوبي وتل الضمان في الريف الجنوبي وقرية الحاضر وكرم الجزماتي وباب النيرب وسقط برميل على حي الفردوس ولكنه لم ينفجر، وقد بلغ عدد مجموع البراميل في ذلك اليوم 21 برميلاً وتم تسجيل ثلاثة براميل اخرى لم تنفجر.
حي الفردوس 19-12-2014 برميل لم ينفجر
قال الناشط جهاد الحلبي، أحد أعضاء عناصر الدفاع المدني لمركز توثيق الانتهاكات حول هجمات شهر كانون الثاني 2014 :
" تشهد حلب يومياً العديد من المجازر يومياً، وقد بلغ عدد الشهداء أكثر بكثير من عدد المسعفين والمنقذين، وكل منطقة تتعرض إلى العديد من البراميل يومياً يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من عشرة براميل يومياً، وجميعها استهدفت مواقع مدنية بحتة، وهنالك نقص كبير في المعدات والآليات والدمار الحاصل أكبر من قدرة فرق الدفاع المدني المتوفرة، والذي يعمل على مدار الساعة، ولا يمكننا تغطية جميع المناطق التي تتعرض للقصف وأحياناً نضطر إلى تقسيم فرق الدفاع المدني إلى مجموعات صغيرة بسبب كثرة المناطق التي تتعرض ببقصف يومياً، ومعظم عمليات الانقاذ تتم باليد ولا تتوفر معدات كافية، وأمّا بالنسبة لموضوع الدمار ونسبته فهي تختلف من حيّ إلى حي، فمثلاً بلغت نسبة الدمار في حي كرم الميسر إلى حوالي 70 % وهنالك العديد من المباني التي تصدعت نتيجة عمليات القصف وهي تواجه خطر الانهيار في أية لحظة، كل ذلك أدى إلى موجة نزوح عالية جداً بلغت في حي كرم الميسر على سبيل المثال إلى 95 %."
* مجازر نهاية كانون الثاني:
لم تتوقف المجازر اليومية في حلب في الأيام العشر الأواخر من شهر كانون الثاني، فقد استمر انهمار عشرات البراميل على المنازل السكنية واستمر سقوط المئات من المدنيين ونزوح الآلاف الآخرين، وخاصةضحايا الغارات الجوية، فقد استطاع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا وخلال الأيام العشر الأخير من هذا الشهر توثيق أكثر من ( 203 ) شهيداً نتيجة القصف الجوي من قبل قوات النظام كانت النسبة الساحقة من تلك الغارات نتيجة استخدام البراميل المتفجرة، وخاصة في الأيام الأخير من هذا الشهر، فقد شهدت العديد من أحياء حلب الشرقية سقوط العشرات من البراميل المتفجرة أدت إلى مجازر مروعة بحق السكان المدنيين، وكان حي المشهد واحد من بين الأحياء التي انهمرت عليها البراميل، فقد قال المواطن عباس قباني وهو من أحد سكان الحي لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا حول قصف الحي في تاريخ 31-1-2014:
"بدأ القصف على الحي في حوالي التاسعة صباحاً وقد سقط على الحي في ذلك اليوم أكثر من 14 برميل وصاورخ فراغي ألقت به طائرات النظام، استهدف الحي بكامله، وجميع البراميل والصواريخ استهدفت المباني المدنية وكان هنالك برميلان لم ينفجرا، وفي البناية التي أقطن فيها سقط أربعة مدنيين، ثلاثة أطفال – بنات – ووالدهم، حيث تعرض الطابق الأخير للقصف، وبسبب تأخر وصول فرق الدفاع المدني وكثرة المناطق التي استهدفتها طائرات النظام لم يستطيعوا انقاذ تلك العائلة، وهذا أيضاً ما أضطر بالأهالي إلى النزوح وخاصة إلى الريف، وعدد قليل آخر إلى تركيا."
أجرى مركز توثيق الانتهاكات في سوريا لقاء مع أحد أعضاء فريق الإحصاء في أحد المشافي الميدانية في حلب، والذي رفض الكشف عن اسمه، حيث افاد بالتالي:
"الإصابات الورادة إلى المشفى نسبتها الساحقة نتيجة العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام، وهي إمّا إصابات بشظايا القذائف أو نتيجة الغارت الجوية، ويحتوي المشفى على اختصاصات عديدة منها جراحة عامة وعظمية ووعائية، وبالنسبة للإصابات الخطيرة فيتم تحويلها إلى الأراضي التركية وخاصة التي تكون في منطقة الرأس، وخلال الهجمات الأخيرة كان يردنا إلى المشفى يومياً أكثر من 60 إصابة، وهذا الرقم لا يتضمن الحالات التي كانت تصل إلى المشفى وهم يلفظون انفاسهم الأخيرة، وأثناء العمليات فإنّه يتم إدخال ثلاثة مصابين مع بعضهم البعض إلى غرفة العمليات، والباقي يتم معالجتهم في غرفة الانتظار بسبب عدم توفر المكان.
طبيب العظمية أحياناً يضطر إلى إجراء تسع عمليات خلال اليوم الواحد خاصة في حالات المجازر والإصابات الكثيرة، وهنالك حالات بتر يومية ونستطيع القول أنّ هنالك حالة بتر واحد في كل 60 إصابة ترد إلى المشفى، ونسبة الإصابات ما بين الأطفال والنساء مختلفة ولكننا نستطيع القول أنّ نسبتهم لا تقل عن 20 بالمئة في جميع الحالات، وهنالك نقص في كميات الدم المتوفرة، ونحاول تأمين كميات إضافية عن طريق النداءات اليومية للمتبرعين."
مساكن هنانو – كانون الأول 2013
خاتمة ورأي قانوني:
بين فريق القانونيين الذي يعمل مع مركز توثيق الانتهاكات ما يلي:
1- القانون الواجب المطبق
منذ تموز ٢٠١٢، وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع في سوريا على أنه نزاع مسلح غير ذي طابع دولي. ولم تجادل الحكومة السورية أو أي منظمة دولية مهتمة في الوضع السوري بهذا التكييف القانوني.[2]
وبناء عليه، فإن قواعد القانون الدولي هي واجبة التطبيق بالكامل، ولاسيما القانون الدولي لحقوق الإنسان، وقواعد القانون الدولي الإنساني ذات الصلة.
وبالأخص، فإن المادة الثالثة المشتركة لاتفاقيات جنيف عام ١٩٤٩ هي واجبة التطبيق على كل الأراضي السورية، وعلى كل الأطراف النزاع. وتنص الأحكام ذات الصلة في المادة الثالثة المشتركة على ما يلي:
"في حالة قيام نزاع مسلح ليس له طابع دولي في أراضي أحد الأطراف السامية المتعاقدة، يلتزم كل طرف في النزاع بأن يطبق كحد أدنى الأحكام التالية :
1) الأشخاص الذين لا يشتركون مباشرة في الأعمال العدائية، بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين ألقوا عنهم أسلحتهم, والأشخاص العاجزون عن القتال بسبب المرض أو الجرح أو الاحتجاز أو لأي سبب آخر, يعاملون في جميع الأحوال معاملة إنسانية, دون أي تمييز ضار يقوم على العنصر أو اللون, أو الدين أو المعتقد, أو الجنس, أو المولد أو الثروة أو أي معيار مماثل آخر..."[3]
إضافة إلى ذلك، فإن كافة أطراف النزاع ملزمون بقواعد القانون الدولي الإنساني العرفي المطبق على النزاعات المسلحة ذات الطابع غير الدولي.
2- واجب التمييز
إن المبدأ الذي يقضي بأنه يجب على أطراف النزاع أن يميزوا في كل وقت بين المدنيين والمقاتليين، هو حجر الزاوية في القانون الدولي الانساني العرفي. وتوجه الهجمات إلى المقاتلين فحسب، ولاتوجه الهجمات إلى المدنيين.[4] ويدخل هذا المبدأ في صلب المادة الثالثة المشتركة لاتفاقيات جنيف لعام ١٩٤٩، وهو لذلك واجب التطبيق في النزاعات المسلحة غير الدولية.
يضاف إلى ذلك، بأنه يحظر على الأطراف في كل أنواع النزاعات المسلحة وفق أحكام القانون الدولي الانساني مهاجمة الأعيان المدنية.[5] وتؤكد العديد من الاتفاقيات الدولية وكتيبات الدليل العسكري، والاجتهاد القضائي المعني، وممارسات الدول المضطردة على تعريف الأعيان المدنية بشكل سلبي على أنها الأعيان التي لاتساهم "إسهاماً فعالاً في العمل العسكري سواء بطبيعتها أو غايتها أو موقعها أو استخدامها."[6]
و قد أكدت الممارسة المتواترة للدول هذا المبدأ، و قدمت عدد من الأمثلة لأعيان و مواقع تعتبر مدنية. مثلا، فقد أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 2675 (XXV) على منع استهداف "المساكن و غيرها من المرافق التي يستخدمها السكان المدنيون دون سواهم" ، و "المناطق المخصصة لحماية المدنيين فحسب، كمناطق المستشفيات أو الملاجىء المشابهة" في العمليات العسكرية.[7] اعتمدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا القرار بأغلبية ساحقة، بتصويت مختصر، كان محصلته 109 موافقة، 8 امتناعات عن التصويت، و من دون وجود أي صوت رافض[8]. من جهتها فقد أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقنينها لقواعد القانون الدولي الإنساني العرفي إلى ممارسة متواترة للدول تعتبر كأعيان مدنية بطبيعتها في سياق كل أنواع النزاعات المسلحة كل من المدن، القرى، الأحياء السكنية، المساكن، الأبنية و المنازل، المدارس، ووسائل النقل المدنية، المستشفيات، و المؤسسات، و الوحدات الطبية، المباني الأثرية، محلات العبادة، و الملكية الثقافية."[9]
يؤثر حظر استهداف المدنيين و الأعيان المدنية في النزاعات المسلحة على السبل المتاحة لأطراف النزاع لمباشرة الأعمال الحربية و على نوعية الأسلحة التي يمكنهم استخدامها. على وجه الخصوص، فإن الهجمات العشوائية محظورة قطعياً في كل أنواع النزاعات المسلحة. وقد أوردت القاعدة 12 من تقنين الصليب الأحمر لقواعد القانون الدولي الإنساني العرفي، التعريف التالي للهجمات العشوائية، كما هي مفهومة من خلال الممارسة المتواترة للدول:
"الهجمات العشوائية هي:
أ - التي لا توجه إلى هدف عسكري محدد،
ب ـ التي تستخدم طريقة أو وسيلة قتال لا يمكن توجيهها إلى هدف عسكري محدد.
ج ـ التي تستخدم طريقة أو وسيلة قتال لا يمكن تحديد آثارها على النحو الذي يقتضيه القانون الدولي الإنساني
و بالتالي فإن من شأنها في كل حالة كهذه أن تصيب أهدافا عسكرية أو أعيانا مدنية دون تمييز."[10]
3- الحوادث الموثقة في التقرير تشكل هجمات على السكان المدنيين
وثق هذا التقرير العديد من الهجمات التي قامت بها القوى الجوية لنظام الأسد بين تشرين الثاني وكانون الثاني 2014.
إن جميع المناطق المستهدفة بهذه الهجمات هي بطبيعتها أو غايتها أو موقعها أو استخدامها مدنية من وجهة نظر القانون الدولي الانساني الواجب التطبيق.
وبشكل أخص، فإن كافة الهجمات استهدفت مناطق ذات كثافة سكنية عالية في البلدات والقرى. وفي كثير من الحالات فإن المناطق المستهدفة يرتادها بشكل دوري الكثير من المواطنين.
وعلى سبيل المثال، فإن الهجوم الواقع في طريق الباب بتاريخ 23 تشرين الثاني 2013، جانب شارع الجزماتية قد استهدف منطقة يرتادها عادة بائعون متجولون لبيع الخضار والأشياء المنزلية. كما أن المنطقة المكتظة بالمارة هي مركز تجمع وتبديل هام للميكروباصات العامة والخاصة.
وقد استهدف الهجوم الذي وقع بتاريخ 30 تشرين الثاني 2013 في مدينة الباب، منطقة سكنية مكتظة بالسكان وسوق لبيع بضاعة الجملة، من الساعات، وغيرها من البضائع كالعدس والرز. وقد أشارت شهادات العيان الواردة في التقرير بأن الهجوم تسبب في تدمير جامع ومخبز مجاورين.
وقد ضرب الهجوم الذي حدث في 16 كانون الأول 2013 في حي الانذارات في منطقة مساكن هنانو حائط مدرسة ابتدائية للأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة، وأدى ذلك إلى موت خمسة تلاميذ واستاذي مدرسة.
إن المتضررين من هذه الهجمات هم بمعظمهم من المدنيين. وقد تسببت الهجمات الواقعة في شهر تشرين الثاني 2013 باستشهاد 145 مدنياً، بينهم 46 طفلاً و27 امرأة. ويمكن قول نفس الشيء عن المتضررين في هجمات شهر كانون الأول 2013. فقد وثق مركز توثيق الانتهاكات 595 شهيداً كان من بينهم 3 فقط من المقاتلين. وقد قضى 195 طفلاً و62 امرأة في هذه الهجمات.
4- إن هذه الهجمات هي عشوائية الطابع
تشكل الهجمات الموثقة في هذا التقرير شكلاً من نسق واحد في الهجوم على الأماكن والسكان المدنيين. إن الاضطراد في استهداف مناطق مكتظة بالسكان يجعل من المرجح أكثر أن تكون القوى الجوية للنظام لا تستهدف أهدافاً عسكرية معينة. ويؤكد ذلك واقع أنه في الهجمات التي حدثت في كانون الأول 2013 الموثقة في هذا التقرير، فإن ثلاثة مقاتلين فقط كانوا من بين595 شخصاً استشهدوا من هذا الهجوم.
إن الطابع العشوائي لهذه الهجمات ثابت من طبيعة الأسلحة المستخدمة. وبناء على المعلومات المتاحة، فإن البراميل المتفجرة هي مصنوعة بشكل مرتجل وهي غير قابلة للتوجيه. إن تصميم البراميل، على النحو الموصوف في هذا التقرير، هو مرتجل لانتاج أكبر أثر تفجيري ولتضخيم الأذى المتسبب على السكان والأعيان. إن قصف مناطق سكنية مكتظة بأسلحة مرتجلة ولايمكن توجيهها هو "اسلوب قتال لايمكن توجيهه إلى هدف عسكري."
وتشدد دراسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أن القاعدة التي تقول بأنه "يحظر استخدام الأسلحة العشوائية الطابع" في النزاعات المسلحة غير الدولية على أنها جزء من القانون الدولي الانساني العرفي.[11] وهي لهذا السبب ملزمة لكل أطراف النزاع المسلح في سوريا.
5- الهجمات الموثقة في هذا التقرير هي جرائم حرب
تشكل الهجمات العشوائية على المدنيين انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الانساني، وذلك وفق القانون الدولي الإنساني العرفي.[12] وهي بناءً على ذلك تشكل جرائم حرب،[13] حيث يتحمل القادة الذي أصدروا الأوامر المسؤولية الجنائية الفردية عن هذه الهجمات، إضافة إلى كل من ارتكب أو سهل أو ساعد أو قدم العون لارتكاب هذه الهجمات التي هي جرائم حرب.
إن اتفاقية روما المتضمنة النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية تجعل من "تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية" في سياق نزاع مسلح غير دولي جريمة حرب (المادة 8(2)(هـ)(1)).
وقد أدانت محكمة الجنايات الدولية ليوغسلافيا السابقة في العديد من قضاياها العديد من مجرمي الحرب بسبب تورطهم في قصف عشوائي ضد السكان المدنيين، حيث بينت بأن "الطابع العشوائي للأسلحة المستخدمة" يشكل اثباتاً قاطعاً على القيام بهجمات مباشرة على المدنيين.[14]
6- الهجمات الموثقة في التقرير يمكن أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية
إن الحوادث الموثقة في التقرير يمكن أن تشكل جرائم ضد الإنسانية وفق تعريف اجتهاد محاكم الجنايات الدولية وكذلك المادة 7 من اتفاقية روما المتضمنة النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية.
أولاً، إن قتل المدنيين بانتهاك للقانون الدولي الانساني، وفق ما تم بيانه آنفاً، يشكل جريمة "القتل العمد" وهو من الأفعال الأساسية المشكلة للجريمة ضد الإنسانية.
ثانياً، إن ازدياد عدد حوادث القتل العمد على النحو الموثق في هذا التقرير يشير إلى هجوم واسع ضد السكان المدنية، وهو شرط ظرفي أساسي للجرائم ضد الانسانية.[15]
ويبدو بأن هذا الهجوم ضد السكان المدنيين يأتي في سياق هجوم "واسع النطاق" و "منهجي" في آن واحد، حيث يرقى إلى مرتبة الجريمة ضد الإنسانية. إن درجة الهجمات الموثقة في هذه التقرير، بما في ذلك القتل العمد والضحايا من الشهداء الذين
نجموا عن ذلك تعطيه صفة الهجوم "الواسع النطاق".[16] كما أن الطابع المنهجي يمكن تبينه من مصدر كافة الهجمات الموثقة في هذا التقرير، وهو القوى الجوية السورية، والتي تشير إلى تخطيط عالي المستوى واستخدام للموارد العامة. ويشير ذلك إلى أن الهجمات الموثقة في هذا التقرير تسعى إلى نفس الهدف، ألا وهو التدمير، أو الإضطهاد، أو على أقل تقدير، إضعاف جماعة معينة من السكان: ألا وهم السكان المدنيين الذين يعيشون في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب وجوارها.[17]
وبناء عليه، تشكل حملة القصف التي قامت بها القوى الجوية السورية كما هي موثقة في هذا التقرير، بحد ذاتها، هجوماً "ممنهجاً" و/أو "واسع النطاق" على السكان المدنيين. تشكل كل حالة وفاة نجمت عن هذه الحملة "قتلاً عمداً" وهو جريمة ضد الإنسانية.
) [1] ( لايشمل هذا الرقم الغارات الجوية التي لم يسقط فيها ضحايا سواء من المدنيين أو من الكتاب المقاتلة، والتي بلغت أكثر من مئة غارة جوية
[2] سوريا: اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري يحافظون على جهود المساعدات رغم الاقتتال المتزايد، تحديث حول الوضع العملياتي، 17 تموز 2012 (تم الدخول عليه في 3/1/2014 (http://www.icrc.org/eng/resources/documents/update/2012/syria-update-2012-07-17.htm)
[3] صدقت الجمهورية العربية السورية على اتفاقيات جنيف الأربعة بتاريخ 2/11/1953.
[4] اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الانساني الدولي العرفي، المجلد الأول، هنكرتس، ودوزوالد-بك، مطبوعات جامعة كامبريدج، القاعدة رقم 1، ص. 3 (الطبعة العربية).
[5] المرجع السابق، القاعدة 7، ص. 23.
[6] المرجع السابق، القاعدة 9، ص. 27.
[7] الأمم المتحدة، الجمعية العامة، قرار رقم 2675 (الدورة 25)، 9 كانون الأول/ديسمبر 1970.
[8] الأمم المتحدة، الجمعية العامة، المحاضر الرسمية، الدورة 25 : الاجتماع الـ 1922 (الأربعاء 9 كانون الأول/ديسمبر 1970 )، وثيقة الأمم المتحدة رقم( A/P.V. 1922 (1970، ص. 12.
[9] اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، ج.م. هانكرتس، ولويز دازول بيك، منشورات كامبريدج الجامعية، كامبرديج، ص. 34 (الهوامش مغفلة).
[10] اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، ج.م. هانكرتس، ولويز دازول بيك، منشورات الصليب الأحمر، ص. 36 القاعدة رقم 12.
[11] المرجع السابق، القاعدة 71، ص. 217.
[12] المرجع السابق، ص. 503.
[13] المرجع السابق، القاعدة 156، ص. 496.
[14] المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة، قضية النائب العام ضد ميلان مارديتش، حكم محكمة الجنايات الأولى، 2007، الفقرة 472؛ انظر كذلك قضية النائب العام ضد تيومير بلادجكيتش، حكم محكمة الجنايات الأولى، 2000، فقرة 512؛ وقضية النائب العام ضد ستانيسلاف جاليتش، حكم محكمة الجنايات الأولى، 2003، فقرة 596.
[15] انظر عناصر الجريمة التي تم تبنيها من قبل مجلس الدول الأعضاء في محكمة الجنايات الدولية، المادة 7، المقدمة، الفقرة 3.
[16] المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة، قضية النائب العام ضد تيومير بلادجكيتش، حكم محكمة الجنايات الأولى، 2000، فقرة 206.
[17] القضية السابقة، فقرة 203.
-------------------------------------------------------------------
لأية ملاحظات أو أسئلة يمكن التواصل معنا عبر بريدنا الالكتروني
editor@vdc-sy.info
للاطلاع على تقاريرنا السابقة باللغة العربية
http://www.vdc-sy.org/index.php/ar/reports
للاطلاع على تقاريرنا السابقة باللغة الإنكليزية
http://www.vdc-sy.info/index.php/en/reports/