شهادات من الضحايا  ::   تقرير حول أهوال فرع المنطقة - الفرع 227


تقرير حول أهوال فرع المنطقة - الفرع 227
مركز توثيق الإنتهاكات في سوريا
حزيران / يونيو ٢٠١٣


لتحميل هذا التقرير كملف PDF

الفرع 227 أو كما يُعرف من قبل السوريين (فرع المنطقة) هو فرع تابع للأمن العسكري "شعبة المخابرات العسكرية" كان اللواء رستم غزالة رئيساً للفرع، قبل أن يصبح نائباً لرئيس شعبة المخابرات العسكرية. يقع الفرع المذكور في منطقة المزة وسط دمشق، وتحديداً في "شارع التوجيه السياسي- الكارلتون" المقابل لوزارة التعليم العالي بدمشق، حيث يحتوي هذا الشارع على العديد من الأفرع الأمنية الأخرى، منها ( الفرع 291 والفرع 293 التابع لشعبة المخابرات العسكرية أيضاً، والفرع 248 بأقسامه الأربعة 1 و 2 و 3 و 4).

يعتبر هذا الفرع مسؤولاً عن آلاف حالات الاعتقال التعسفي والإختفاء القسري إضافة إلى القتل الجماعي لعشرات المعتقلين تحت التعذيب منذ بداية الثورة السورية، وهو نفسه الفرع الذي تمّ استهدافه بالتزامن مع استهداف فرع أمن الدولة في منطقة كفرسوسة بتفجيرين متزامنين – ذكرت بعد المصادر أن انتحاريين فجّرا نفسيهما بينما رجحت مصار أخرى أن يكون التفجير نتيجة سيارتين أو شاحنتين مفخختين - وذلك بتاريخ 23-12-2011 وسقط وقتها العديد من الضحايا من قوات النظام بالإضافة إلى عدد من المدنيين الذين صُودف وجودهم هناك.

للإطلاع على قائمة الشهداء المدنيين: http://goo.gl/neMMj

صورة تظهر حجم الدمار الذي أصاب الفرع نتيجة التفجير:



صور التقطت عن طريق الأقمار الإصطناعية، تظهر الموقع الجغرافي للفرع المذكور:





كان هذا الفرع قبل بداية الثورة السورية مسؤلاً بشكل مباشر عن التحقيق والتعامل مع الحالات الأمنية الخاصة بالجنود والضباط الذين يخدمون في الجيش السوري والأفرع الأمنية التابعة لوزراة الدفاع والأفرع الأمنية التابعة لوزراة الداخلية، لكن ومع انطلاق الاحتجاجات في سوريا أصبح هذا الفرع كغيره من الأفرع الأخرى أداة رئيسية لقمع الإحتجاجات ومكاناً لاحتجاز واعتقال آلاف المتظاهرين، بالإضافة إلى مسؤليته عن العديد من حالات القتل خارج نطاق القضاء لكن ورغم ذلك كانت نسبة المعتقلين من الجنود والعسكريين تفوق نسبة المدنييين بحسب إفادة أحد المعتقلين هناك.

لاحظ مركز توثيق الانتهاكات في سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية تصاعداً كبيراً لحالات التعذيب حتى الموت في الأفرع الأمنية المختلفة، وخاصة الحالات التي يتم فيها إخبار ذوي الضحايا باستشهاد أولادهم دون تسليمهم الجثث، وكان فرع المنطقة من بين أكثر الأفرع التي حدثت فيها حالات الوفاة تحت التعذيب أو بسبب الأمراض المنتشرة بين المعتقلين.

وفيما يلي بعض الحالات التي جرى توثيقها وتتضمن حالات قتل جماعي أو وفاة تحت التعذيب في فرع المنطقة:

الحادثة الأولى
بتاريخ 24 – 3 – 2013 قام عناصر من قيادة الشرطة العسكرية في القابون بتسليم قائمة تحتوي على أسماء أربعة عشر شهيداً من أبناء مدينة قطنا – ريف دمشق، قضوا تحت التعذيب في فرع المنطقة – الأمن العسكري 227 ، وفي التفاصيل التي حصل عليها مركز توثيق الانتهاكات في سوريا عبر عضو المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة قطنا (( الخال أبو أحمد )) يقول أبو أحمد:

"تم اعتقال العشرات من أبناء مدينة قطنا وبشكل عشوائي من قبل قوات الجيش النظامي في فترات متقاربة قبل الحادثة، حيث كان يتمّ اقتيادهم إلى مفرزة الأمن العسكري الموجودة في قطنا ليتم تحويلهم لاحقاً إلى فرع المنطقة 227 والتي كانت تأتي الأخبار منه بشكل متواتر عن العديد من حالات الموت الجماعي التي تحدث في الفرع بسبب شدة التعذيب أولاً وانتشار الأمراض – وخاصة الجلدية - ثانياً، وفي أحد الأيام وتحديداُ بتاريخ 24-3-2013 تفاجئنا – وعلى غير عادة النظام - بورود كتاب إلى مجلس بلدية قطنا وكان موجهاً من قيادة الشرطة العسكرية في القابون – دمشق، ومنه إلى المختار "عمر المقطرن – أبو فهد" حيث كان يحتوي على أسماء أربعة عشر شهيداً، وطُلب من الأهالي الذهاب إلى الشرطة العسكرية لاستلام أغراضهم الشخصية والتي كانت عبارة عن ( بطاقات شخصية – جوالات – نقود .... ). وعند ذهاب الأهالي إلى القابون استفسروا عن أسباب الوفاة ؟؟ فردت العناصر الموجدة هنالك أن أسباب الوفاة كانت مختلفة منها الجلطة القلبية ومنها الذبحة الصدرية !!!! ونفوا أن يكون أحد

منهم قد مات تحت التعذيب، وعند سؤال الأهالي عن أماكن تواجد الجثث لاستلامها ودفنها أصولاً، قالت لهم العناصر وبالحرف الواحد وباللهجة العامية "هنّ بمشفى تشرين روحو دورو عليهم هنيك" ونتيجة للأوضاع الأمنية السيئة المحيطة بمشفى تشرين العسكري لم يقم أي أحد من أهالي الضحايا بالذهاب إلى المكان المذكور للبحث عن جثث الشهداء.

للاطلاع على قائمة الأسماء التي قام مركز توثيق الانتهاكات في سوريا بتوثيقها:

http://goo.gl/5hdJ2



الحادثة الثانية
31 – 5- 2013 ورد أيضاً خبر استشهاد 19 شخصاً من أبناء مدينة قطنا تحت التعذيب في الفرع نفسه، يقول ( الخال أبو أحمد ) مضيفاً على ما سبق:

"قبل يومين أو ثلاثة من ورود قائمة الأسماء الثانية، انتشرت تسريبات بين الأهالي أن هنالك قائمة جديدة تحوي على العديد من أسماء الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب، وكانت مفرزة الأمن العسكري الموجودة في قطنا هي مصدر هذه الإشاعات - ولكن الأهالي لم يأخذو هذه التسريبات على محمل الجد حيث ظنوا أنها فقط لبث الرعب في قلوب النشطاء - ولكن وبتاريخ 31 – 5 – 2013 وصلت قائمة جديدة أيضاً إلى مجلس بلدية قطنا تحتوي أسماء 19 شهيداً وطلب منهم أيضاً مراجعة قيادة الشرطة العسكرية في القابون لاستلام أغراضهم الشخصية، ومن بين أسماء الضحايا كان هنالك العديد من أبناء الجولان الذين نزحوا إلى المدينة. لم يقم الأهالي بمراجعة الشرطة العسكرية بالقابون وإنّما ذهبوا إلى مفرزة الأمن العسكري الموجودة في المدينة مستفسرين عن سبب استشهاد ابنائهم، فكان جواب عناصر المفرزة كالتالي:

"إنتو بتعرفوا إنو العصابات الإرهابية هي يلي قامت بخطفهم وقتلهم".

للإطلاع على قائمة أسماء الشهداء:

http://goo.gl/xpnXS



الحادثة الثالثة
في منطقة جديدة عرطوز وعرطوز والفضل بريف دمشق، تمّ تسجيل العديد من الحالات المشابهة في فرع المنطقة 227 بينهم عدد من أبناء الديانة المسحية وعدد من فلسطيني الجنسية.

يقول الناشط "أبو عاصي" عضو تنسيقية جديدة عرطوز في شهادته لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا:

"عادة تقوم دورية من الشرطة العسكرية – القابون – باحضار بلاغ إلى بلدية الحي، ومنه إلى المختار، بالإضافة إلى بعض المقتنيات الشخصية للشهيد المتوفي في المعتقل من مثل ( الجزادن – القداحة – قلم – هاتف جوال – مفاتيح ....) ما عدا الهويات الشخصية إلا في حالات قليلة، ويضيف أبو عاصي أنه في آخرة مرة بتاريخ 20-6-2013 قامت البلدية بتسليم بعض الأسماء إلى المختار "ابراهيم الضرير"، وذكر أبو عاصي أيضاً أن الوثيقة المسلمة للمختار كانت تتضمن بالإضافة إلى أسماء الضحايا، رقماً الجثة، وذُكر فيها أيضاً أن سبب الوفاة بعض الأمراض في الفرع 227 المنطقة – دمشق، ويعتقد أبو عاصي أن معظم الذين قضوا تحت التعذيب توفوا بعد فترة قصيرة من الاعتقال وليس بتاريخ تسليم الأسماء للبلدية مثلما تؤكد إحدى الوثائق، ذلك أنه في حالات عديدة كانت تأتي تسريبات عن حالات وفات تحت التعذيب ثم نفاجئ بوجود اسم الضحية في قوائم الشرطة العسكرية"

للاطلاع على قائمة كافة شهداء منطقة الجديدة بريف دمشق – على موقع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا يرجى زيارة الرابط التالي:

http://goo.gl/z0v8D

الصورة التالية هي عبارة عن نسخة مصورة عن الوثيقة أو البلاغ – التي عادة ما يتم تسليمها إلى عائلة الشهيد الذي قضى تحت التعذيب عن طريق البلدية، وكتب فيها:

الجمهورية العربية السورية / القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة
الشرطة العسكرية – فرع الشرطة العسكرية بدمشق – فرع التحقيق
(الرقم / (تم إخفاء الرقم حفاظاُ على أمن عائلة الشهيد
التاريخ 6 – 6 – 2013 / هذه التاريخ هو تاريخ ورود الخبر وجلب الوثيقة من قبل الشرطة العسكرية
الكتاب موجه إلى : إدارة الخدمات الطبية
نص الوثيقة:

" لا مانع من تسليم جثة الموقوف المتوفي ( تم إخفاء الاسم ) والذي توفي بتاريخ 20-11-2012 ( نلاحظ هنا الفرق الشاسع ما بين تاريخ الوفاة وتاريخ وصول الخبر والذي هو 6 – 6 -2013 ) برقم جثة ( تم أيضاً الإخفاء ) لصالح شعبة المخابرات الفرع 227 لوجود كتاب بين الجهة المذكورة وفي حال الدفن تزويد ذويه بشهادة وفاة أصولاً.

العقيد أركان رئيف عبد السلام؛ رئيس فرع التحقيق / اسم منظم الوثيقة: علي نورس.

نسخة مصورة عن الوثيقة:





بعض الحالات الفردية
  1. الشهيد أحمد الداشر، من ابناء عرطوز: جديدة الفضل، ملقب بأبو يزن، تم تعذيبه حتى الموت في فرع المنطقة بتاريخ 6 – 6 – 2013
    http://www.vdc-sy.info/index.php/ar/details/martyrs/82817



  2. الشهيد: فادي يوسف لطفي 32 عام ، عازب، عامل: نجار، من أبناء الديانة المسيحية، استشهد تحت التعذيب بتاريخ 18-5-2013 في فرع المنطقة، وهو من سكان جديدة عرطوز بريف دمشق.
    http://www.vdc-sy.info/index.php/ar/details/martyrs/80361

  3. الشهيد: حسين مفلح الراشد – فلسطيني الجنسية – من سكان جديدة عرطوز، استشهد بتاريخ 1 – 5 -2013 متأثراً بجراحه التي أصيب بها نتيجة التعذيب في فرع المنطقة بدمشق.
    http://www.vdc-sy.info/index.php/ar/details/martyrs/78228



كما وثق مركز توثيق الانتهاكات شهادة أحد المعتقلين من أبناء جديدة عرطوز الذي كان معتقلاً في الفرع 227 والذي شهد حالات وفاة تحت التعذيب في هذا الفرع، قام بتوثيق الشهادة الزميل - بسام الأحمد. :
الاسم: عبد الرؤوف، العمر: 26 سنة، الحالة العائلية: عازب، المهنة: عامل، المنطقة: جديدة عرطوز: ريف دمشق. "تحفظّ المعتقل على تاريخ الإعتقال والافراج والاسم الكامل لأسباب أمنية"، يقول عبد الرؤوف:

"قامت دورية عسكرية قبل عدة أشهر باعتقالات عشوائية في منطقة جديدة عرطوز، حين كنت ذاهباً لجلب الدواء من الصيدلية القريبة من منزلي، حيث قاموا باعتقالي مع العديد من المواطنين، ثم قاموا باقتيادنا إلى ساحة مساكن الضباط ووضعونا داخل سيارة قامت بأخذنا إلى مفرزة التحقيق في منطقة الكسوة بريف دمشق، وهي مفرزة تابعة للأمن العسكري، عملية ضربنا بدأت منذ وضعنا في السيارة وأخذنا إلى الكسوة، وعند وصولنا تفاجأنا بالعديد من العناصر الذين انهالوا علينا بالضرب بالأيدي والأرجل والصعق الكهربائي، وكانت من بين أسوأ عمليات التعذيب الموجودة في المفرزة هو إحراق بطون المعتقلين بواسطة "سخانة" كهربائية كان يستعملها السجانون لتسخين ماء المتة، وقد تمّ حرق بطني أيضا.

بقيت هنالك ليلة واحدة ذقت فيها أشد أنواع الضرب والتعذيب، وفي صباح اليوم التالي قاموا بتحويلنا إلى مكان آخر، لم استطع معرفة المكان أو أين يقع؛ إلا بعد مضي خمسة عشر يوماً، حيث علمت بوجودي في الفرع 227 أمن عسكري، ذلك أنني كنت معصوب العينين ولم أسطتع يومها تحديد إحداثيات المكان، وعند وصولنا إلى المكان الجديد بدأ العديد من العناصر بضربنا واستطعت رؤية وجه أحدهم وكان يُدعى "المساعد نمر"؛ كان شاباً طويل القامة طوله حوالي 195سم ، نحيلاً، ذو شعر أسود ولحية خفيفة، يتكلم اللهجة الساحلية، حيث بقي يقوم بضربي مع العديد من المعتقلين لمدة نصف ساعة متواصلة، بينما كان هنالك عنصرين يوقومون بالضحك أثناء ضربنا، ثم قاموا بأخذي إلى مكان تحت الأرض" قبو". نزلنا لحوالي طابقين تحت الأرض، ثم وضعوني بمكان يُدعى"جماعية" بلغة المعتقلات؛ وكانت عبارة عن غرفة صغيرة تبلغ مساحتها 3*3 أمتار أي 9 أمتار مربعة، وكانت تحوي حوالي 80 معتقل، كان الجميع واقفين على أرجلهم وكنا ننام ونحن واقفون

الضرب كان بشكل يومي وخاصة الضرب على الأرجل "الفلقة"، الغرفة كانت تحتوي حماماً- تواليت – صغير كان مخصصاً لقضاء الحاجة والاستحمام وكانت تحتوي على صنبور ماء واحد يتم استعماله لكل شي، الرائحة الكريهة كانت تملأ المكان، رائحة لحوم البشر الفاسدة بسبب التقرحات والأمراض المنتشرة. ودرجة الحرارة كانت مرتفعة جداً، حيث كان العرق يتصبب من المعتقلين مثل الماء، لم يكن هنالك وسائل للنظافة مثل الصابون أو ماشابه، جميع المعتقلين كانوا يعانون من انتفاخ بالأرجل وأمراض جلدية مزمنة، وأي جرح بسيط سرعان ما كان يتحول إلى مصدر ألم شديد وما يلبث أن يلتهب وتخرج منه الدماء والقيح، كان يتم تلقيح السجناء بإبر لا أحد يعرف ماهيتها وكان يؤخذ من كل سجين 100 ليرة سورية ثمناً لها، ومن اعتقل بدون أن يحمل أي مبلغ من المال، كان يُمنع عنه هذا "الدواء" الغير معروف، وكانت نوعية الطعام رديئة جداً وقليلة، وكان مليئاً بالأحجار الصغيرة "البحص".

رأيت حالتين من الوفاة أثناء فترة تواجدي في "الجماعية" التي بلغت خمسة عشر يوماً:

الحالة الأولى: كانت لرجل من منطقة جديدة عرطوز، وكان قد أصيب بنوع من الهذيان، نتيجة الضرب والتعذيب الشديد الذي تعرض له. في آخر مرة أخرجوه للتعذيب تم تقييده من أرجله ورقبته كما يتم تقيد الحيوانات، وانهالوا بالضرب الشديد عليه وخاصة على منطقة الرأس التي كانت مغطاة بالدماء أثناء عودته، كان قد تم تعليقه من يديه "الشبح" لفترة طويلة جداً...... لم يصمد الرجل طويلاً ففي الصباح وعند محاولة إيقاظه تبين أنه كان قد فارق الحياة، كان متزوجاً ولديه عدد من الأولاد.

الحالة الثانية: كانت لأحد المعتقلين الذي كان قد تمّ تعذيبه بشدة، حتى تفسخ جلده، ثم قاموا بوضعه في برميل للقمامة لساعات طويلة، ثم قاموا برميه في ممر الحمامات "التواليت" وكان جلده قد تفسخ بشكل كبير والرائحة الكريهة كانت تفوح منه، لم يصمد الرجل طويلاً حتى فارق الحياة أيضاً.

بعد مضي 15 يوماً قضيتها في الجماعية المذكورة تقرر نقلي إلى مكان آخر وكان يقع في الأعلى قليلاً وكانت يسمى "الشبك" وهي عبارة عن غرفة مغطاة بالشبك القاسي بالإضافة إلى صفائح من الحديد "توتيا" كانت مساحتها حوالي 15*4 أمتار وكانت تحوي على حوالي 1000 معتقل. كان معظم المعتقلين من الجنود والضباط الذين وجهت لهم تهمة "التفكير بالإنشقاق"، وكانت نسبتهم تفوق نسبة المدنيين، أما المدنيون فكانت أغلب التهم الموجهة إليهم هي التظاهر والتخريب، وتهمة حيازة السلاح في حالات أقل.

عملية التعذيب الشديدة والضرب المبرح في هذا المكان كانت تتم أثناء عملية التحقيق، من الضرب بالكابلات الكهربائية على كافة أنحاء الجسم إلى الصعق بالكهرباء إلى الضرب بالأيدي والأرجل، ولعلّ أشد أنواع التعذيب كانت "الكرسي الألماني" حيث كان يتمّ وضع المعتقل على حافة ظهر أحد الكراسي ويتم شدّ الجزء العلوي من جسمه نحو الأسفل ( يبدو أن هذه طريقة جديدة للكرسي الألماني حيث أنها تختلف عن الطريقة التقليدية المعروفة (.

بعد مضي شهر وثلاثة أيام قضيتها في "الشبك" حيث نلت ما نلته من أساليب التعذيب والضرب، واعترفت بكافة التهم المنسوبة إليّ زوراً، تقرر تحويلي إلى محكمة الزبلطاني – حيث تمّ عرضي على قاض مدني والذي قرّر بدوره إخلاء سبيلي بعد أن نفيتُ كل التهم الموجهة إلي.

عند طرح السؤال التالي على المعتقل: باعتقادك ما هو السبب الرئيسي لكثرة حالات الوفاة في فرع المنطقة؟ كان جوابه كالتالي: انتشار الأمراض بين كافة المعتقلين، وخاصة التقرحات الجلدية، وارتفاع الحراة من أسباب الوفاة الرئيسية، وأعتقد أنّ نسبة الذين يموتون نتيجة المرض تساوي أو تزيد قليلاً على نسبة الذين يقضون نتيجة التعذيب" / انتهت الشهادة.

الحادثة الرابعة:
بتاريخ 9 – 6 – 2013 قامت دورية تابعة لفرع الأمن العسكري بتسليم مختار حي القدم أسماء 42 شهيداً تمّ تعذيبهم حتى الموت في الفرع ذاته فرع المنطقة 227، لم يستطع الأهالي معرفة سوى 19 اسماً وذلك عن طريق أحد المقربين من مختار الحي، الذي لاذ بالفرار من الحي بعد أن انتشرت القصة على وسائل الإعلام، كما أكد ( عمر أبو يعرب ) عضو المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة القدم، ويضيف عمر قائلاً:

"بتاريخ 9 – 6 - 2013 علمنا بحصول مختار الحي على قائمة تضم أسماء 42 شهيداً وذلك عن طريق أحد أقاربه الذي قام بتسريب 19 اسماً فقط، مصدر القائمة كان الفرع 227 المنطقة، وقيل للمختار أنّ الجثث موجودة في مشفى المجتهد – مشفى دمشق، ولكنها متفسخة وموبوءة بسبب المرض المنتشر بين المعتقلين، فخشي الأهالي من الذهاب إلى المشفى بسبب العدوى من المرض عند الذهاب لاستلام الجثث أولاً، والخشية من الإعتقال ثانياً، وبقيت الجثث موجودة في مشفى المجتهد ولا ندري ما حصل لها.

ويضيف أبو يعرب: كنت من أحد المعتقلين الذين تم اعتقالهم من أبناء الحي في الفرع المذكور، ورغم أن مدة الاعتقال لم تتجاوز يوماً إلا أنني تعرضت لأشد أنواع التعذيب في ذلك اليوم؛ من الصعق بالكهرباء، إلى الضرب بالسياط على الأرجل "الفلقة" إلى التعليق من اليد "التشبيح" وانتهاءاً بالكرسي الألماني. استطعت التعرف على ضابطين:

الأول كان يُدعى "العميد خليل" من ابناء الديانة المسيحية، والثاني كان يُدعى: العقيد "علي زكي محمد" وبحسب المعتقلين فهو المسؤول المباشر عن معظم عمليات الاقتحام التي تحدث في المنطقة الجنوبية وحي القدم والعسالي، كان يتكلم اللهجة الساحلية، ويبلغ طوله حوالي 180 سم، أبيض البشرة، ذو شعر أشقر وقصير جداً، ضخم الجثة، ذو عينان زرقاوتان، كان يقوم بعمليات تعذيب للمعتقلين وخاصة أثناء فترة التحقيق.

يُقدر أبو يعرب عدد معتقلي حي القدم بحوالي 1000 معتقل، النسبة الساحقة منهم تم اعتقاله عشوائياً، وعلى الحواجز العسكرية.

للإطلاع على الأسماء التي سُربت من قبل أحد أقرباء مختار الحي:

http://goo.gl/slkAc



-------------------------------------------------------------------
لأية ملاحظات أو أسئلة يمكن التواصل معنا عبر بريدنا الالكتروني
editor@vdc-sy.info

للاطلاع على تقاريرنا السابقة باللغة العربية
http://www.vdc-sy.org/index.php/ar/reports

للاطلاع على تقاريرنا السابقة باللغة الإنكليزية
http://www.vdc-sy.info/index.php/en/reports/